همسة لجريدة الصباح الأسبوعية التونسية
أود قبل الخوض في الحديث عن الأزمة الأخيرة بين تونس كسلطة والجزيرة كقناة إعلامية قطرية , أن أطلب منكم التحلى بسعة الصدر وعدم الإنجرار لكيل التهم بناءا على أفكار مسبقة و محاولة مقارعة الحجة بالحجة والترفع عن جعل الإختلاف في وجهات النظر يبدو و كأنه خلاف شخصي وما ينجر عنه من إنتقاد الأشخاص عوضا عن أفكارهم...إذ من غير المنصف أن نختزل الجزيرة في شخص أو شخصين كما أنه من غير المعقول أن يتحدث البعض بإسم كافة التونسيين ذلك أن قضية الخلاف بين القناة والسلط الرسمية التونسية هي موضع جدل في الشارع التونسي.
حتى تتبين لنا الصورة دعونا نعود إلى أسباب الأزمة...الكل يعلم أن العلاقة بين الجزيرة وتونس لم تكن جيدة أصلا فهي فاترة في أغلب الأحيان والسبب في إعتقادي هو عدم رغبة البعض في تونس للإستماع إلى الآخر المعارض له فكريا بدعوى أنه إما إسلامي متطرف أو ليبرالي مستقوي بالخارج أو أنه لا يحق له (أي هذا الشخص المعارض) أن يتحدث في أمور العامة التي هي من إختصاص البعض دون الآخر.
هنا يكمن أصل البلاء...أصبح لدي شعور قوي بأن الإعلام في تونس يتبنى سياسة إقصاء منهجية ناسيا أو هو يتناسى ما آل إليه وضع الإعلام من حوله...إن التونسي كغيره يمتلك الوسائل التي تخوله للوصول للمعلومة ومن مصادر مختلفة ومن يحاول التضييق على مصادر المعلومات هو كمن يحارب طواحين الهواء.
صحيح أن الكم الهائل من قنوات الإعلام يمكن إعتباره نعمة لكن هذه النعمة قد تتحول إلى نقمة إذا أسيء إستعمالها و هو للأسف ما نشهده حاليا في الكثير من وسائل الإعلام المروجة لأفكار هدامة مستخدمة أسلوبا براقا وكلاما معسولا وطبعا مذيعات حسناوات.
الكل لديه شعور قوي بأن الإعلام من حولنا يتغير و يتطور بوتيرة سريعة في حين بقي إعلامنا جامدا أنا هنا لا أعيب الإعلاميين و أنتقص من كفائتهم و أهليتهم ولعل الكثير منهم يتألم لما آل إليه وضع الإعلام عندنا ولكن أعيب ؤلاءك الذين يدعون في العلم درجة و ماهم بالعلماء أعيب بكل من وكل شخصا غير مؤهل يتحدث بلغة الصحفيين وماهو منهم إذا رأيتهم أعجبك شكلهم وإذا حضرت برامجهم لم تزدك شيئا يتحدثون كثيرا ولا يقولون شيئا.
أمام هذا الكم الهائل من وسائل الإعلام بات لزاما علينا تبني سياسة الإنفتاح مع الآخر وهنا يجب التمييز بين الآخر المعارض الفكري والآخر المكابروالعنيد الذي لا يرجع للحق إذا ذكر به بل تأخذه العزة بالإثم ويصم أذنيه عنه, إن التونسي كغيره يمتلك عقلا يستطيع أن يميز به الغث من السمين ولكل منا الحرية في الإختيار بما يمليه عليه وعيه السياسي والإجتماعي وبما أن هذا الوعي يتفاوت من شخص لآخر كان على وسائل الإعلام أن تعمل على توعية المواطن بإبراز مختلف الآراء مع إبراز مواطن الإختلاف والنقاط الإيجابية والسلبية فيها وإتاحة الفرصة للجميع لكي يعبر عن رأيه في إطار المسؤولية والحرية الفكرية.
ما نراه حاليا هو العكس تماما إذ يحجر الحديث في بعض المواضيع بدعوى أنها حساسة بالرغم من أنها تهم كل التونسيين ويتم فيها الإنفراد برؤية واحدة إجبارية وغير قابلة للنقاش وكأنها قرآن منزل. العجيب في الأمر أنك في مثل هذه المواضيع تجد جميع وسائل الإعلام مجندة تجنيدا يصعب وصفه للدفاع عنها ومهاجمة معارضيها الذين عادة ما توصد الأبواب أمامهم في الداخل مما يضطرهم لإلتماس الفرصة عند الغير حتى يسمعوا أصواتهم.
هذا الأسلوب إن دل على شيء فإنه يدل على إفلاس صاحبه وضعف حجته وإستغلاله لسلطته للترويج لأفكار دون أخرى.
لعل قضية الحجاب في تونس تؤرق البعض وتمنع عنه النوم , شخصيا لا أجد سببا منطقيا واحدا لكل هذا الخوف من قطعة القماش هذه...الواضح أن للقضية بعد غير بعدها الديني لأنه كغيري لا أظن أن للدين حيز هام في منظومتنا الإعلامية الرسمية بل يكاد يقتصر الدين في رفع الآذان وبعض دروس الجمعة والأعياد وإلا فلماذا لم نسمع كلمة واحدة تستنكر الرسومات المسيئة للرسول وحتى تلك التي سمعناها أو قرأناها جائت متأخرة وجد محتشمة ناهيك عن تدنيس القرآن و إسائات بابا الفاتكان؟؟ أما إذا كان الأمر متعلقا بمجرد لباس يراه السواد الأعظم من المسلمين من جاكارتا إلى الرباط لباسا شرعي ويراه بعض فقهائنا لباسا طائفيا فإنك تسمع الكثيرالكثير بدعوى الغيرة على دين الله و الخوف من أن يظهر بعضهم الفساد في الأرض ...نعم الفساد في إرتداء الحجاب كيف لا والأمر أصبح فيه طائفية وفتنة وأنتم تعلمون علم اليقين أن الفتنة أشد من القتل ...وا عجباه كيف فكر بعضهم و قدر ثم جاء بهذا اللفظ { لباس طائفي} ؟ وعن أيت طائفة هو يتحدث؟ ثم ماهي بقية الثياب في قائمة هذ اللباس الطائفي ؟ أفيدونا لعلنا نرجع لديارنا فنتخلص من كل ثوب طائفي..أعلم أني أتهكم لكن بالله عليكم أليس الأمر مدعاة للسخرية ؟ الجزيرة نقلت عن صحيفتكم مضمون حواركم مع وزير الشؤون الدينية فهل أتت حراما ؟ أم كان البعض يريد أن يتم الأمر بهدوء ودون علم العالم ؟ صحيح أن الجزيرة قناة ممولة من أناس لهم مآرب ولا ينفقون فقط إبتغاء مرضاة الله ولكن هي على الأقل تخاطب المواطن العربي وإذا نزلتم إلى الشارع للمستم مدى تأثيرها لدى العموم وهي لن تكون لتصل إلى عقل وقلب المواطن من لا شيء ..إن هذا المواطن مل القنوات الرسمية وخطابها الممل كما وجد في الجزيرة متنفسا ..قد تكون الجزيرة لسانا لمجموعة تريد أن تروج لأفكار الإخوان المسلمين وماذا في ذلك ؟ أليست هي بذلك تفعل فعل الإعلام الرسمي المروج لأفكار الحزب الحاكم و بإطناب ؟ لماذا يحرم على الغير ما يحل لكم؟ هذه أسئلة مطروحة ولست أول من طرحها فهل من مجيب ؟
من السهل مهاجمة الغير وكيل التهم إليه لكن من الصعب إقناعنا بهذه التهم الجاهزة كان الأفضل لو حاججتم و أخرجتم ما في جعبتكم من علم ليعلمه الجميع أو كنتم قدوة في الإعلام الحر حتى لا تلاموا إذا ما لمتم الغير بأنه تجاوز حدود حرية التعبير هذه الحرية المفقودة أو المجزئة عندكم.
حتى تتبين لنا الصورة دعونا نعود إلى أسباب الأزمة...الكل يعلم أن العلاقة بين الجزيرة وتونس لم تكن جيدة أصلا فهي فاترة في أغلب الأحيان والسبب في إعتقادي هو عدم رغبة البعض في تونس للإستماع إلى الآخر المعارض له فكريا بدعوى أنه إما إسلامي متطرف أو ليبرالي مستقوي بالخارج أو أنه لا يحق له (أي هذا الشخص المعارض) أن يتحدث في أمور العامة التي هي من إختصاص البعض دون الآخر.
هنا يكمن أصل البلاء...أصبح لدي شعور قوي بأن الإعلام في تونس يتبنى سياسة إقصاء منهجية ناسيا أو هو يتناسى ما آل إليه وضع الإعلام من حوله...إن التونسي كغيره يمتلك الوسائل التي تخوله للوصول للمعلومة ومن مصادر مختلفة ومن يحاول التضييق على مصادر المعلومات هو كمن يحارب طواحين الهواء.
صحيح أن الكم الهائل من قنوات الإعلام يمكن إعتباره نعمة لكن هذه النعمة قد تتحول إلى نقمة إذا أسيء إستعمالها و هو للأسف ما نشهده حاليا في الكثير من وسائل الإعلام المروجة لأفكار هدامة مستخدمة أسلوبا براقا وكلاما معسولا وطبعا مذيعات حسناوات.
الكل لديه شعور قوي بأن الإعلام من حولنا يتغير و يتطور بوتيرة سريعة في حين بقي إعلامنا جامدا أنا هنا لا أعيب الإعلاميين و أنتقص من كفائتهم و أهليتهم ولعل الكثير منهم يتألم لما آل إليه وضع الإعلام عندنا ولكن أعيب ؤلاءك الذين يدعون في العلم درجة و ماهم بالعلماء أعيب بكل من وكل شخصا غير مؤهل يتحدث بلغة الصحفيين وماهو منهم إذا رأيتهم أعجبك شكلهم وإذا حضرت برامجهم لم تزدك شيئا يتحدثون كثيرا ولا يقولون شيئا.
أمام هذا الكم الهائل من وسائل الإعلام بات لزاما علينا تبني سياسة الإنفتاح مع الآخر وهنا يجب التمييز بين الآخر المعارض الفكري والآخر المكابروالعنيد الذي لا يرجع للحق إذا ذكر به بل تأخذه العزة بالإثم ويصم أذنيه عنه, إن التونسي كغيره يمتلك عقلا يستطيع أن يميز به الغث من السمين ولكل منا الحرية في الإختيار بما يمليه عليه وعيه السياسي والإجتماعي وبما أن هذا الوعي يتفاوت من شخص لآخر كان على وسائل الإعلام أن تعمل على توعية المواطن بإبراز مختلف الآراء مع إبراز مواطن الإختلاف والنقاط الإيجابية والسلبية فيها وإتاحة الفرصة للجميع لكي يعبر عن رأيه في إطار المسؤولية والحرية الفكرية.
ما نراه حاليا هو العكس تماما إذ يحجر الحديث في بعض المواضيع بدعوى أنها حساسة بالرغم من أنها تهم كل التونسيين ويتم فيها الإنفراد برؤية واحدة إجبارية وغير قابلة للنقاش وكأنها قرآن منزل. العجيب في الأمر أنك في مثل هذه المواضيع تجد جميع وسائل الإعلام مجندة تجنيدا يصعب وصفه للدفاع عنها ومهاجمة معارضيها الذين عادة ما توصد الأبواب أمامهم في الداخل مما يضطرهم لإلتماس الفرصة عند الغير حتى يسمعوا أصواتهم.
هذا الأسلوب إن دل على شيء فإنه يدل على إفلاس صاحبه وضعف حجته وإستغلاله لسلطته للترويج لأفكار دون أخرى.
لعل قضية الحجاب في تونس تؤرق البعض وتمنع عنه النوم , شخصيا لا أجد سببا منطقيا واحدا لكل هذا الخوف من قطعة القماش هذه...الواضح أن للقضية بعد غير بعدها الديني لأنه كغيري لا أظن أن للدين حيز هام في منظومتنا الإعلامية الرسمية بل يكاد يقتصر الدين في رفع الآذان وبعض دروس الجمعة والأعياد وإلا فلماذا لم نسمع كلمة واحدة تستنكر الرسومات المسيئة للرسول وحتى تلك التي سمعناها أو قرأناها جائت متأخرة وجد محتشمة ناهيك عن تدنيس القرآن و إسائات بابا الفاتكان؟؟ أما إذا كان الأمر متعلقا بمجرد لباس يراه السواد الأعظم من المسلمين من جاكارتا إلى الرباط لباسا شرعي ويراه بعض فقهائنا لباسا طائفيا فإنك تسمع الكثيرالكثير بدعوى الغيرة على دين الله و الخوف من أن يظهر بعضهم الفساد في الأرض ...نعم الفساد في إرتداء الحجاب كيف لا والأمر أصبح فيه طائفية وفتنة وأنتم تعلمون علم اليقين أن الفتنة أشد من القتل ...وا عجباه كيف فكر بعضهم و قدر ثم جاء بهذا اللفظ { لباس طائفي} ؟ وعن أيت طائفة هو يتحدث؟ ثم ماهي بقية الثياب في قائمة هذ اللباس الطائفي ؟ أفيدونا لعلنا نرجع لديارنا فنتخلص من كل ثوب طائفي..أعلم أني أتهكم لكن بالله عليكم أليس الأمر مدعاة للسخرية ؟ الجزيرة نقلت عن صحيفتكم مضمون حواركم مع وزير الشؤون الدينية فهل أتت حراما ؟ أم كان البعض يريد أن يتم الأمر بهدوء ودون علم العالم ؟ صحيح أن الجزيرة قناة ممولة من أناس لهم مآرب ولا ينفقون فقط إبتغاء مرضاة الله ولكن هي على الأقل تخاطب المواطن العربي وإذا نزلتم إلى الشارع للمستم مدى تأثيرها لدى العموم وهي لن تكون لتصل إلى عقل وقلب المواطن من لا شيء ..إن هذا المواطن مل القنوات الرسمية وخطابها الممل كما وجد في الجزيرة متنفسا ..قد تكون الجزيرة لسانا لمجموعة تريد أن تروج لأفكار الإخوان المسلمين وماذا في ذلك ؟ أليست هي بذلك تفعل فعل الإعلام الرسمي المروج لأفكار الحزب الحاكم و بإطناب ؟ لماذا يحرم على الغير ما يحل لكم؟ هذه أسئلة مطروحة ولست أول من طرحها فهل من مجيب ؟
من السهل مهاجمة الغير وكيل التهم إليه لكن من الصعب إقناعنا بهذه التهم الجاهزة كان الأفضل لو حاججتم و أخرجتم ما في جعبتكم من علم ليعلمه الجميع أو كنتم قدوة في الإعلام الحر حتى لا تلاموا إذا ما لمتم الغير بأنه تجاوز حدود حرية التعبير هذه الحرية المفقودة أو المجزئة عندكم.